الرئيسية » » لا اعتداد بالأنساب والألوان في الاسلام

لا اعتداد بالأنساب والألوان في الاسلام

روى البخاري أن أبا ذر وبلالا الحبشي رضي الله عنهما -وكلاهما من السابقين الأولين- تغاضبا تسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء! فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي لإبي ذر: أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية!
وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود؛ إلا أن تفضله بتقوى الله".
وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب".
وبهذا حرم الإسلام على المسلم أن يسير مع هوى الجاهلية في التفاخر بالأنساب والأحساب، والتعاظم بالآباء والأجداد، وقول بعضهم لبعض: أنا ابن فلان، وأنا من نسل كذا، وأنت من سلالة كذا، أنا من البيض وأنت من السود، أنا عربي وأنت أعجمي.
وما قيمة الأنساب والسلالات إذا كان الناس جميعا ينتمون إلى أصل واحد ولو فرض أن للأنساب قيمة فما فضل الإنسان أو ذنبه إن ولد من هذا الأب أو ذاك؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم بنو آدم .. ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى.. ".
"الناس لآدم وحواء… إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم يوم القيامة، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وصب النبي صلى الله عليه وسلم جام غضبه على المتفاخرين بالآباء والأجداد في عبارات صارمة قارعة، فقال: "لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه. إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي. الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب".
وفي هذا الحديث ذكرى للذين يعتزون بأجدادهم القدماء من الفراعنة والأكاسرة وغيرهم من عرب الجاهلية وعجمها الذين ليسوا إلا فحم جهنم كما قال رسول الله.

وفي حجة الوداع حيث الآلاف يستمعون إلى رسول الإسلام في أوسط أيام التشريق في الشهر الحرام والبلد الحرام ألقى النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع، فكان من المبادئ التي أعلنها: "يا أيها الناس إن ربكم واحد، إلا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)".
ساهم في نشر الموضوع :