هو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، من أوائل المسلمين، أسلم وسنه
سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم
عمر عند وفاته، لاختيار خليفة منهم. وهو أول من أراق دما في سبيل لله، وذلك حين اعترض
المشركون سبيل المسلمين، عندما أرادوا الصلاة في أحد شعاب مكة، فضرب سعد رجلا من
المشركين بعظم جمل فشجه، فكان أول دم أريق في الإسلام .وهو أول من رمى بسهم في سبيل لله
أيضا. ودعا له رسول لله صلى لله عليه وسلم فقال" :اللهم استجب لسعد إذا دعاك" ، فكان لا يدعو
إلا استجيب له. شهد جميع الغزوات مع رسول لله صلى لله عليه وسلم، وأبلى بلاء حسنا يوم أحد،
فقال له رسول لله صلى لله عليه وسلم: ارم فداك أبي وأمي. وروي أنه رمى يومها ألف سهم .أمره
عمر على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، فكان قائدا للجيش الذي هزم الفرس بالقادسية، وهو
الذي فتح مدائن كسرى، وهو الذي بنى الكوفة .ولاه عمر على العراق، وكذلك ولاه عثمان على
الكوفة. وفي زمن الفتنة اعتزل سعد الفريقين. وتوفي سعد رضي لله عنه سنة خمس وخمسين تقريبا،
ودفن بالمدينة، وكان آخر المهاجرين وفاة .