"الفاروق "
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص،
ولقبه الفاروق. ولد رضي لله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وكان من أشراف قريش في
الجاهلية والمتحدث الرسمي باسمهم مع القبائل الأخرى. لما بعث لله محمدا صلى لله عليه وسلم كان
عمر شديدا عليه وعلى المسلمين، ثم كتب لله له الهداية فأسلم على يد النبي صلى لله عليه وسلم في
دار الأرقم، في ذي الحجة سنة ست من البعثة، بعد إسلام حمزة رضي لله عنه بثلاثة أيام. وكان
النبي صلى لله عليه وسلم قد دعا ":اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو
عمرو بن هشام يعني أبا جهل". وخلاصة الروايات مع الجمع بينها في إسلامه رضي للهعنه أنه
التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته فجاء إلى الحرم ، ودخل في ستر الكعبة ، والنبي صلى لله عليه
وسلم قائم يصلي وقد استفتح سورة ( الحاقة ( فجعل عمر يستمع إلى القرآن ،ويعجب من تأليفه ، قال
: فقلت أي في نفسي هذا ولله شاعر كما ا قلت قريش ، قال : فقرأ(إنه لقول رسول كريم وما هو
بقول شاعر قليلا ما تؤمنون )[ ٤۱.٤۰.٦۹ ] قال : قلت : كاهن . قال(ولا بقول كاهن قليلا ما
تذكرون تنزيل من رب العالمين )إلى آخر السورة : قال فوقع الإسلام في قلبي . كان هذا أول وقوع
نواة الإسلام في قلبه ، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية ، والعصبية التقليدية والتعاظم بدين الآباء
هي غالبة على مخ الحقيقة التي كان يتهامس بها قلبه ، فبقي مجدا في عمله ضد الإسلام ، غير
مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة . وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول لله صلى
لله عليه وسلم أنه خرج يوما متوشحا سيفه ، يريد القضاء على النبي صلىلله عليه وسلم فلقيه نعيم
بن عبدلله النحام العدوي ، أو رجل من بني زهرة ، أو رجل من بني مخزوم ،فقال أين تعمد يا عمر
؟ قال . أريد أن أقتل محمدا قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ؟ فقال له
عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه ، قال أفلا أدلك على العجب يا عمر ! إن
أختك وختنك قد صبوا ، وتركا دينك الذي أنت عليه ، فمشى عمر دامرا حتى أتاهما وعندهما خباب
بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إياها وكان يختلفإليهما ويقرئهما القرآن فلما سمع خباب
حس عمر توارى في البيت ، وسترت فاطمة أخت عمر الصحيفة ، وكان قد سمع عمر حين دنا
من البيت قراءة خباب إليهما ، فلما دخل عليهما قال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما
عدا حديثا تحدثناه بيننا . قال فعللكما قد صبوتما . فقال له ختنه : يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير
دينك ؟فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا . فجاءت أخته فرفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده ،
فدمى وجهها وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها فقالت وهي غضبى : يا عمر إن كان
الحق في غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا لله ، وأشهد أن محمدا رسول لله . فلما يئس عمر ، ورأى ما
بأخته من الدم ندم واستحى ، وقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه فقالت أخته : إنك رجس
، ولا يمسه إلا المطهرون ، فقم فاغتسل فقام فاغتسل ، ثم أخذ الكتاب ، فقرأ (بسم لله الرحمن الرحيم
)فقال : أسماء طيبة طاهرة . ثم قرأ : (طه) حتى انتهى إلى قوله(إنني أنا لله لا إله إلا أنا فاعبدني
وأقم الصلاة لذكرى (فقال:ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلوني على محمد . فلما سمع خباب قوله
عمر خرج من البيت ، فقال : أبشر يا عمر ، فإنى أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى لله عليه وسلم
لك ليلة الخميس( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام (ورسول لله صلى لله
عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا . فأخذ عمر سيفه ، فتوشحه ، ثم انطلق حتى أتى الدار ،
فضرب الباب ، فقام رجل ينظر من خلل الباب فرآه متوشحا السيف ، فأخبر رسول لله صلى لله
عليه وسلم ، واستجمع القوم ، فقال لهم حمزة: مالكم ؟ قالوا : عمر ، فقال : وعمر ، افتحوا له الباب
، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه ، ورسول لله صلى لله عليه
وسلم داخل يوحى إليه فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة ، فأخذه بمجامع ثوبه وحمائل السيف ،
ثم جبذه جبذة شديدة فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل لله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد
بن المغيرة ؟ اللهم ! هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب فقال عمر : أشهد أن
لا إله إلا لله ، وأنك رسول لله . وأسلم فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد . كان عمر رضي
لله عنه ذا شكيمة لا يرام ، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين بالذلة ،والهوان ، وكسا المسلمين
عزة وشرفا وسرورا.
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص،
ولقبه الفاروق. ولد رضي لله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وكان من أشراف قريش في
الجاهلية والمتحدث الرسمي باسمهم مع القبائل الأخرى. لما بعث لله محمدا صلى لله عليه وسلم كان
عمر شديدا عليه وعلى المسلمين، ثم كتب لله له الهداية فأسلم على يد النبي صلى لله عليه وسلم في
دار الأرقم، في ذي الحجة سنة ست من البعثة، بعد إسلام حمزة رضي لله عنه بثلاثة أيام. وكان
النبي صلى لله عليه وسلم قد دعا ":اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب أو
عمرو بن هشام يعني أبا جهل". وخلاصة الروايات مع الجمع بينها في إسلامه رضي للهعنه أنه
التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته فجاء إلى الحرم ، ودخل في ستر الكعبة ، والنبي صلى لله عليه
وسلم قائم يصلي وقد استفتح سورة ( الحاقة ( فجعل عمر يستمع إلى القرآن ،ويعجب من تأليفه ، قال
: فقلت أي في نفسي هذا ولله شاعر كما ا قلت قريش ، قال : فقرأ(إنه لقول رسول كريم وما هو
بقول شاعر قليلا ما تؤمنون )[ ٤۱.٤۰.٦۹ ] قال : قلت : كاهن . قال(ولا بقول كاهن قليلا ما
تذكرون تنزيل من رب العالمين )إلى آخر السورة : قال فوقع الإسلام في قلبي . كان هذا أول وقوع
نواة الإسلام في قلبه ، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية ، والعصبية التقليدية والتعاظم بدين الآباء
هي غالبة على مخ الحقيقة التي كان يتهامس بها قلبه ، فبقي مجدا في عمله ضد الإسلام ، غير
مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة . وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول لله صلى
لله عليه وسلم أنه خرج يوما متوشحا سيفه ، يريد القضاء على النبي صلىلله عليه وسلم فلقيه نعيم
بن عبدلله النحام العدوي ، أو رجل من بني زهرة ، أو رجل من بني مخزوم ،فقال أين تعمد يا عمر
؟ قال . أريد أن أقتل محمدا قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا ؟ فقال له
عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه ، قال أفلا أدلك على العجب يا عمر ! إن
أختك وختنك قد صبوا ، وتركا دينك الذي أنت عليه ، فمشى عمر دامرا حتى أتاهما وعندهما خباب
بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إياها وكان يختلفإليهما ويقرئهما القرآن فلما سمع خباب
حس عمر توارى في البيت ، وسترت فاطمة أخت عمر الصحيفة ، وكان قد سمع عمر حين دنا
من البيت قراءة خباب إليهما ، فلما دخل عليهما قال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما
عدا حديثا تحدثناه بيننا . قال فعللكما قد صبوتما . فقال له ختنه : يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير
دينك ؟فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا . فجاءت أخته فرفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده ،
فدمى وجهها وفي رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها فقالت وهي غضبى : يا عمر إن كان
الحق في غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا لله ، وأشهد أن محمدا رسول لله . فلما يئس عمر ، ورأى ما
بأخته من الدم ندم واستحى ، وقال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه فقالت أخته : إنك رجس
، ولا يمسه إلا المطهرون ، فقم فاغتسل فقام فاغتسل ، ثم أخذ الكتاب ، فقرأ (بسم لله الرحمن الرحيم
)فقال : أسماء طيبة طاهرة . ثم قرأ : (طه) حتى انتهى إلى قوله(إنني أنا لله لا إله إلا أنا فاعبدني
وأقم الصلاة لذكرى (فقال:ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلوني على محمد . فلما سمع خباب قوله
عمر خرج من البيت ، فقال : أبشر يا عمر ، فإنى أرجو أن تكون دعوة الرسول صلى لله عليه وسلم
لك ليلة الخميس( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام (ورسول لله صلى لله
عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا . فأخذ عمر سيفه ، فتوشحه ، ثم انطلق حتى أتى الدار ،
فضرب الباب ، فقام رجل ينظر من خلل الباب فرآه متوشحا السيف ، فأخبر رسول لله صلى لله
عليه وسلم ، واستجمع القوم ، فقال لهم حمزة: مالكم ؟ قالوا : عمر ، فقال : وعمر ، افتحوا له الباب
، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه ، ورسول لله صلى لله عليه
وسلم داخل يوحى إليه فخرج إلى عمر حتى لقيه في الحجرة ، فأخذه بمجامع ثوبه وحمائل السيف ،
ثم جبذه جبذة شديدة فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل لله بك من الخزي والنكال ما نزل بالوليد
بن المغيرة ؟ اللهم ! هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب فقال عمر : أشهد أن
لا إله إلا لله ، وأنك رسول لله . وأسلم فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد . كان عمر رضي
لله عنه ذا شكيمة لا يرام ، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين بالذلة ،والهوان ، وكسا المسلمين
عزة وشرفا وسرورا.